mhmdsabara

الباحثون عن العمل في فلسطين كثر وسط نسبة بطالة تجاوزت الـ (28%)، ومن هذا المنطلق فإن تطوير الذات وبناء القدرات يعدّ أمراً هاماً في تحسين الفرص للحصول على وظيفة، ولهذا أدرك معاذ سياعرة ابن بلدة خاراس في محافظة الخليل أن الالتحاق بالدورات التي يقدمها مركز التعليم المستمر وخدمة المجتمع في الجامعة ستمثل له فرصة لتطوير ذاته وتمكنه من البحث عن وظيفة محترمة، وهو ما كان له بحصوله على وظيفة في شركة (الوطنية الفلسطينية للإتصالات) المشغل الثاني للاتصالات الخليوية في فلسطين.

ويقول سياعرة (25 عاما) معلقاً على أهمية انضمامه في الدورات التدريبية التي ينظمها مركز التعليم المستمر وخدمة المجتمع السوق الفلسطينية مكتظة بحملة الشهادات الجامعية، وهؤلاء يحتاجون للتدريب والتطوير كل في اختصاصه لا سيما في مجالات يشعر فيها بالضعف والحاجة بشكل عام”، مشيراً إلى أن الدورة الأولى التي التحق بها بالمركز كانت وهو في السنة الثالثة من دراسته الجامعة، إذ التحق بدورة في برنامج بيسان للمحاسبة.

ويضيف: “قررت الالتحاق بهذه الدورة لأنني آمنت بأن الحصول على درجة البكالوريوس لا يكفي للحصول على وظيفة، بل يجب امتلاك الخبرة والمهارات اللازمة، ولهذا طرقت باب مركز التعليم المستمر وخدمة المجتمع في الجامعة من خلال عدة دورات متخصصة”.

ومن الدورات التي التحق بها سياعرة دورة في إدارة الملفات الضريبية والضرائب في فلسطين وأخرى في مهارات الاتصال والتواصل، وكذلك إعداد وكتابة التقارير وإدارتها، مروراً بالرخصة الدولية لقيادة الحاسوب، بالإضافة إلى عدة دورات أخرى.

يشير سياعرة إلى أنه كان يضطر أحياناً لأخذ أكثر من دورة في الوقت نفسه نتيجة حرصه على اكتساب أكبر قدر من المهارات في أقل فترة زمنية ممكنة.

تخرج سياعرة في نهاية العام 2015م حاصلاً على عدد من الشهادات الدولية والمحلية، وأيضاً شهادات تدريب عملية، فعلى الصعيد العملي التحق ببرنامج تدريبي بمساعدة الجامعة بمدة تجاوزت الثلاثة أشهر في بلدية خاراس: قسم المحاسبة كأحد موظفي البلدية، ملتزماً بدوامه كموظف رسمي، ولم يقف هنا بل تعدى ذلك مصمماً لأحد أرباب العمل برنامجاً محاسبياً بسيطاً ملائماً لطبيعة عمله مستخدماً برنامج (الإكسل) جامعاً ومستفيداً بذلك ما تعلمه سابقاً، فبعد عناء رب العمل وموظفيه لعمليات المحاسبة التي تدون عبر الدفاتر وبالأقلام لمحاسب واحد يحتاج لأقل من دقائق لإدراج البيانات والحصول على جميع النتائج التي يحتاجها.

كان سياعرة التحق بجامعة بوليتكنك فلسطين في كلية العلوم التطبيقية متخصصاً الكيمياء التطبيقية، و لم يكن هذا الخيار خياره، لذلك استمر في هذا التخصص لفترة قصيرة جداً، ثم قرر ترك الجامعة مع نهاية الفصل الأول من العام نفسه (2010-2011) لعد لعدة أسباب من بينها: عدم رغبته في دراسة الكمياء التطبيقية، وكذلك الأقساط المكلفة في وقت كانت تعاني فيه عائلته مادياً. وحول ذلك يقول: ” كان هناك حجمٌ هائلاٌ من الضغوطات للعدول عن قراري، إلى درجة أن البعض وصمني بـ(الفاشل)”، مؤكداً أن ذلك دفعه إلى إعلان التحدي والإصرار للعودة لمقاعد الدراسة الجامعية آخذاً بعين الاعتبار تكاليف الدراسة ليصبح من الضروري أن يعمل إلى جانب الدراسة.

قرر سياعرة الالتحاق بجامعة القدس المفتوحة في فرع بيت لحم متخصصاً إدارة الأعمال ، يقول: ” التهمت الكتب من أوَّل يوم علَّها تكون غذاءً روحيًّا يعوضني عما فات”.

بعد أربع سنوات من العلم والعمل تخرج سياعرة في الجامعة حاملاً درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من كلية العلوم الإدارية والاقتصادية بتقدير جيد.
وبعد مرور أيام من تخرجه تم قبوله في وظيفة مسؤول تسويق ومبيعات في شركة (Update Technology) شركة تحديث التكنولوجيا لأغراض البرمجة والصيانة والتكنولوجيا في الخليل .وبعد مرور وقت قصير حصل على وظيفة في دائرة خدمة العملاء بشركة (موبايل) الوطنية الفلسطينية، إحدى شركات مجموعة (Oredoo) الدولية، ثم انتقل للعمل في قسم مبيعات الشركة بمسمى مدير حسابات (TAM).